الأمراض الجلدية

داء الليشمانيات اسبابه واعراضه وعلاجه

داء الليشمانيات  هو مرض طفيلي يسببه طفيلي الليشمانيا الذي يستوطن  حشرة من نوع خاص تسمى ذبابة الرمل حيث تحصل الاصابة بعد التعرض الى لدغة ذبابة الرمل 

وتستوطن هذه الذبابة في المناطق النائية  التي تكثر فيها فيها برك المياه والمستنقعات والانهار الصغيرة ويصنف هذا المرض بأنه ثاني سبب من أسباب الوفيات بسبب الطفيليات بعد الملاريا 

أنواع داء الليشمانيات

يبين الخبراء أن هناك ما يقارب من عشرين صنف من طفيلي اللشمانيا ويأتي المصاب بأحد ثلاث حالات : جلدي ، حشوي ، أو جلدي مخاطي :

داء الليشمانيات الجلدي ( Cutaneous leishmaniasis)

يسبب هذا النوع  تقرحات في مختلف مناطق الجلد وهو الشكل الأكثر شيوعًا وفي هذه الحالة قد لا يكون من الضروري بدء العلاج حيث يتميز بالشفاء التلقائي والتدريجي ولكن قد تكون خطوة العلاج مهمة من حيث كونها تساعد في الإسراع من الشفاء ومنع حدوث المضاعفات.

داء الليشمانيات الجلدي المخاطي ( Mucocutaneous leishmaniasis )

يحدث هذا النوع بعد عدة اشهر من النوع الجلدي وهو مرض نادر الحدوث على الأغلب وينتقل فيه الطفيلي من الجلد الى مناطق الانف والفم وقد يصيب  اللسان والشفاه أيضا وينتهي احيانا بضرر جزئي او كامل للاغشية المخاطية التي تغطي تلك المناطق ويعتبر هذا النوع  اكثر خطورة من داء اللشمانيا الجلدي وهو غالبا ما يتطلب تلقي العلاج المناسب  إذ لا يمكن الشفاء منه تلقائيا

داء الليشمانيات الحشوي (Kala Azar)

يُعرف داء الليشمانيا  الحشوي أحيانًا بداء الليشمانيا العام أو الكالازار kala azar وهو يحدث عادة بعد مدة تتراوح بين  شهرين إلى ثمانية أشهر بعد الإصابة الأولى اذ يصيب الأعضاء الداخلية للجسم كالكبد والطحال كما يؤثر أيضا على النخاع العظمي والجهاز المناعي  وهو مرض قاتل إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب

اسباب الاصابة والعوامل المساعدة في حدوث هذا المرض

يعيش طفيلي اللشمانيا داخل انثى ذبابة الرمل ويتكاثر فيها وهي تنشط ليلا  في البيئات الرطبة الدافئة وقد تكون بعض الحيوانات الأليفة  كالكلاب مضيفات للطفيلي إذ تنتقل العدوى من الحيوان إلى ذبابة الرمال ومن ثم  إلى الإنسان وقد يحصل ان يكون الانسان هو الناقل للعدوى لانسان ثاني عن طريق نقل الدم أو الحقن ومن بين اهم العوامل المساعدة في حدوث هذا المرض :

يعتبر أحد أبرز العوامل المساعدة في التعرض للإصابة بداء الليشمانيا هما عاملين :

  • ظروف اقتصادية كسوء الأحوال المادية والفقر
  • ضعف الجهاز المناعي

وفقا لمنظمة الصحة العالمية يعتبر الفقر عامل فعال في حدوث المرض حيث يمكن أن تحدث الليشمانيا بكثرة  في المناطق السكنية التي يعاني أهلها من  حالات سوء التغذية والمجاعة ونقص الموارد المالية , كما يكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة لديهم معرضون لخطر كبير للاصابة

ما هي أعراض داء الليشمانيات؟

داء الليشمانيات الجلدية

يتميز هذا النوع بحدوث تقرحات جلدية غير مؤلمة وتظهر عادة بعد أسابيع قليلة من التعرض للسعة الذبابة الرملية وقد يحدث احيانا ان لا تظهر الاعراض الا بعد عدة أشهر أو سنوات

داء الليشمانيات المخاطي الجلدي

في هذا النوع من داء الليشمانيا تظهر الأعراض عادة بعد سنة إلى خمس سنوات من الاصابة الاولى ويحصل فيه تقرحات في الفم او الانف او على الشفاه إضافة إلى تقرحات الجلد وقد ترافق ذلك بعض الأعراض الاخرى مثل سيلان واحتقان الأنف أو نزيف في الأنف أو صعوبة في التنفس

داء الليشمانيات الحشوي أو العام

تظهر أعراض هذا النوع بعد شهرين إلى ستة أشهر بعد الإصابة الأولى لذبابة الرمل ومن بين أكثر العلامات والأعراض شيوعا في هذا النوع ما يلي:

  • فقدان الوزن
  • الضعف العام
  • حمى قد تستمر لأسابيع أو أشهر
  • تضخم الطحال و الكبد
  • تورم الغدد الليمفاوية

كيف يمكن الوقاية من داء الليشمانيات ؟

لا يوجد حتى الآن تطعيم خاص يقي من الاصابة بالليشمانيا وتبقى الطريقة الوحيدة لمنع  الإصابة هو تفادي  التعرض للسعة ذبابة الرمل الحاملة للليشمانيا ويمكن ذلك من خلال اتباع بعض النصائح مثل :

  • ارتداء ملابس كافية لتغطية أكبر قدر ممكن من الجسم
  • يعرف ذباب الرمل بعدم قدرته على الطيران بشكل جيد خاصة للمناطق المرتفعة لذلك ينصح بالنوم في الطوابق العليا من البنايات 
  • تعتبر الفترة ما بين الغسق إلى الفجر وقت الذروة  نشاط ذبابة الرمل لذلك لابد من تجنب الخروج خلال هذه الفترة الزمنية لتجنب التعرض للسعة ذبابة الرمل
  • يمكن استعمال طارد الحشرات على الأجزاء المكشوفة من الجسم مع الحرص على رش المبيدات الحشرية  في أماكن النوم
  • الاهتمام بعامل التهوية في المنزل من خلال فتح انظمة التكييف أو المراوح لإضعاف قدرة الذباب على الطيران

طرق علاج داء الليشمانيات

تعتمد طريقة ونوع ومدة العلاج على عدة نقاط أهمها  نوع الاصابة فيما إذا كانت من النوع الجلدي فقط او جلدي مخاطي أو كان من النوع المتقدم وهو الكلا ازار أو الليشمانيات الحشوي  اضافة الى مراعاة شدة الإصابة والحالة الصحية للمصاب بشكل عام  وتعتبر الأدوية المضادة للطفيليات، مثل الأمفوتريسين ب (الأم بيسوم) هي العلاج المتوفر لداء الليشمانيا وقد يوصي الطبيب بعلاجات أخرى اعتمادا على نوع داء الليشمانيات

داء الليشمانيات الجلدي

بالنسبة لهذا النوع والذي يحدث فيه تقرحات في الجلد بدون الم غالبا ما تشفى من تلقاء نفسها بشكل تدريجي من دون تلقي العلاج وقد يستغرق ذلك  شهورا أو حتى سنوات، وفي بعض الأحيان يمكن  أن تترك القروح آثارا وندبا ولكن يمكن للعلاج تسريع الشفاء وتقليل الاثار والندب وقد يتطلب الأمر عمل بعض الجراحات التجميلية بسبب بعض التشوهات التي تسببها القروح

داء الليشمانيات المخاطي الجلدي

لا يلتئم هذا النوع بشكل تلقائي ولابد من تلقي العلاج المناسب في هذه الحالة ويستخدم عقار يمكن الأمفوتريسين والبارو مايسين  في علاج  هذا النوع من داء الليشمانيات

داء الليشمانيات الحشوي

يتطلب هذا النوع  العلاج الكافي في الوقت المناسب وإذا لم يتم علاجه بشكل تام  ستكون الحالات الشديدة والمتقدمة  خطرة وقاتلة  وتشمل الأدوية  شائعة الاستخدام ستيبوغلوكونات الصوديوم (بنتوستام)، و الأمفوتريسين ب، والبارومايسين، وميلت فوسين

المصادر

  • myo clinic
  • healthline

د.وقار صالح

أخصائية طب أسرة-العراق
زر الذهاب إلى الأعلى