محتوى المقال
مقدمة
تعد عملية شد البطن واحدة من العمليات التجميلية الأوسع انتشارًا في الولايات المتحدة، وتحتل النساء الشريحة الأعلى خضوعًا لتلك الجراحة خاصةً حين يتعلق الأمر فيما بعد الولادة القيصرية. وتدور العديد من التساؤلات حول عملية شد البطن مع الولادة القيصرية! ما هي المضاعفات المترتبة عليها؟ وهل يمكن التخلص من ترهلات البطن للأبد بعدها؟ نجيب عن العديد من التساؤلات الأخرى في هذا المقال.
ترهلات البطن.. الأسباب والمضاعفات
لا تقتصر أسباب ترهلات البطن على الولادة فقط سواء قيصرية أو طبيعية، وفقًا للجمعية الأمريكية لجراحي التجميل تحدث ترهلات البطن نتيجة لتراكم الدهون مع ترهل وقلة مرونة الجلد بالإضافة إلى ضعف النسيج الضام في منطقة البطن، ومن الأسباب الأخرى التي قد تتسبب في تلك المشكلة الصحية المزعجة لكل من الرجال والسيدات على حد سواء، نذكر منها:
- زيادة الوزن وتراكم الدهون في منطقة البطن.
- خسارة الوزن السريعة تؤدي إلى ترهل الجلد في البطن وبعض المناطق الأخرى بالجسم.
- خلال أشهر الحمل نتيجة ضعف عضلات البطن وزيادة حجم وضغط الجنين.
- إجراء جراحة بمنطقة البطن، مثل: الولادة القيصرية.
- عدم ممارسة الرياضة أو قلة النشاط البدني بشكل عام.
- اضطراب بعض الهرمونات المسؤولة عن أيض الطعام وحرق الدهون بالجسم.
- اتباع عادات صحية وغذائية خاطئة.
ولا تقتصر أضرار ترهلات البطن على المظهر الخارجي فقط، ولكن قد يؤدي تراكم الدهون في منطقة البطن إلى عدة أمراض خطيرة، مثل:
- النوبات القلبية.
- الأزمات التنفسية.
- ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض القلب والشرايين.
- داء السكري من النمط الثاني.
- زيادة الضغط على فقرات العمود الفقري.
ومن هنا تظهر الحاجة الملحة للتخلص من ترهلات البطن بإيجاد العلاج بالطريقة الصحيحة التي تتناسب مع الوضع والحالة الصحية وفقًا لتقييم الطبيب المختص.
ما المقصود بعملية شد البطن؟
تُعرف أيضاً باسم “رأب البطن”، هو إجراء جراحي تجميلي لتحسين مظهر وشكل البطن، تُزال بواسطته الدهون الزائدة والجلد المترهل في منطقة البطن دون المساس بالأعضاء الداخلية؛ لتبدو بشكل أكثر نعومة وتناغم وانسيابية.
وقد تكون تلك العملية جراحة مستقلة بذاتها، أو تكون جزء من إجراء جراحي آخر مثل شد البطن مع الولادة القيصرية أو مع جراحات تجميل الثدي وشفط الدهون.
المضاعفات المحتملة لعملية شد البطن
كما هو الحال في أغلب العمليات الجراحية الأخرى، قد يحدث بعض المضاعفات الناتجة عن عملية شد البطن، نذكر منها:
- تراكم السوائل تحت الجلد: عادة ما تستخدم الدرنقة (أنابيب التصريف الجراحي)، في الأيام الأولى بعد الإجراء الجراحي لتصريف السوائل ومنع تراكمها في منطقة البطن.
- تنميل وضعف الإحساس في منطقة البطن: قد يستمر هذا الشعور لبعض الوقت عقب الجراحة نتيجة لتأثر الأعصاب المحيطة بمكان الجراحة.
- حدوث ندبة دائمة: يبقى أثر الجراحة في البطن بشكل دائم، ويحرص جراح التجميل أن يكون مكان الجرح مخفيًا بقدر المستطاع، ولكن يختلف أثر الجرح وحجم الندبة من شخص لآخر.
- التهاب مكان الجراحة: قد يحدث ضعف في التئام الجرح مما قد يؤدي إلى الإصابة بعدوى بكتيرية والتهاب الأنسجة المحيطة بالجرح؛ مما يستلزم تناول المضادات الحيوية لمنع تسمم الجرح وحدوث مضاعفات خطيرة.
عملية شد البطن مع الولادة القيصرية
تعد مرحلة الحمل من المراحل الحرجة في حياة أي سيدة، حيث تصاحبها مجموعة من التغيرات الفسيولوجية والاضطرابات الهرمونية التي ينتج عنها تغييرات في شكل الجسم الخارجي واكتساب عدة كيلوجرامات قد تستمر إلى ما بعد الولادة ويصعب التخلص منها بسهولة؛ لذا نجد الكثير من السيدات الحوامل يتساءلن عن إمكانية إجراء عملية شد البطن مع الولادة القيصرية في ذات الوقت، فهل يعد ذلك قرارًا صائبًا؟
مضاعفات شد البطن مع الولادة القيصرية
قد يبدو أن إجراء عملية شد عضلات البطن مع الولادة القيصرية في آنِ واحد توفيرًا في وقت التعافي من عملية واحدة بدلًا من عمليتين جراحيتين، بالإضافة إلى الخضوع إلى التخدير مرة واحدة فقط، ولكن هذا لا يمنع حدوث بعض المضاعفات التي يجب أن توضع بالحسبان، مثل:
صعوبة التعافي
الأيام الأولى بعد الولادة القيصرية هي الأصعب على الإطلاق خاصةً مع وجود الضيف الجديد، فإذا أضفنا إلى ذلك الحاجة إلى الراحة للتعافي من عملية جراحية مركبة، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة.
صعوبة تحديد مقدار الشد بدقة
في نهاية شهور الحمل الطويلة يتمدد الرحم والجلد في منطقة البطن إلى أقصى مدى ممكن لاستيعاب حجم ووزن الجنين، ولا يعود الرحم إلى حجمه الأصلي عقب خروج المولود مباشرة؛ مما يستلزم المزيد من الوقت لتقدير مدى الشد اللازم بدقة للحصول على النتائج المطلوبة.
ارتفاع خطر الإصابة بالمضاعفات
لكل جراحة المضاعفات الخاصة بها بشكل منفصل، وفي حالة الجمع بين جراحتين تزداد فرص الإصابة بمضاعفات كليهما، مثل: ارتفاع خطر الإصابة بالجلطات أو احتباس السوائل بالجسم.
الوقت المناسب لإجراء عملية الشد بعد القيصرية
يختلف الوقت اللازم لاتخاذ هذا القرار من سيدة لأخرى، فقد تحتاج بعض السيدات وقتًا أطول من غيرها نتيجة بضعة عوامل، نذكر منها:
- إذا كنتِ تخططين للإنجاب مرة أخرى فلا داع للتسرع بإجراء جراحة شد البطن في الوقت الراهن.
- محاولة التخلص من ترهلات البطن بالطرق غير الجراحية، مثل: اتباع حمية غذائية وممارسة التمرينات الرياضية قد تجنبك الخضوع للجراحة.
- تقييم الحالة الصحية بعد الحمل والولادة من قبل الطبيب المختص، وترك الوقت اللازم للتعافي وخسارة أكبر قدر ممكن من الوزن يفيد في الحصول على نتائج أفضل بعد جراحة شد البطن.
- قد تحتاجين إلى تناول المضادات الحيوية وبعض الأدوية الأخرى بعد العملية، مما قد يؤثر على الرضاعة الطبيعية؛ لذا يجب استشارة الطبيب المختص.
الفرق بين شد البطن بالليزر وتجميد الدهون
حين يتعلق الأمر بالرغبة في التخلص من قليل من الجلد المترهل أو الدهون في منطقة البطن، يكون استخدام الليزر للتخلص من الترهلات أو تجميد الدهون اختيارًا مثاليًا دون الحاجة للخضوع إلى عملية جراحية.
قد يختلط الأمر على الكثيرين ظنًا أن كلاهما نفس الإجراء، ولكن تختلف التقنية المتبعة في شد البطن بالليزر عن تجميد الدهون تمامًا، في حين يمتاز كلاهما بإمكانية تطبيقهما على مناطق مختلفة، مثل: البطن والأرداف والمؤخرة؛ لتحسين مظهرها والشكل الخارجي بأقل المضاعفات الممكنة.
شد البطن بالليزر
ويعرف أيضاً بشفط الدهون أو تفتيت الدهون بالليزر، وهو إجراء جراحي تجميلي بسيط يمكن إجراؤه في عيادة الطبيب المختص باستخدام التخدير الموضعي فقط، ويمكن للمريض مغادرة العيادة عقب الانتهاء مباشرةً والعودة لمزاولة أنشطته اليومية بعد أيام قليلة.
يستغرق شفط الدهون بالليزر ساعة تقريباً للمنطقة الواحدة، ويمكن ملاحظة النتيجة خلال الأسبوع التالي للعملية مباشرة، لكن تصبح النتيجة أكثر وضوحًا في خلال من شهرين إلى ستة أشهر مع الالتزام بتعليمات الطبيب.
تجميد الدهون
هو إجراء تجميلي غير جراحي يهدف إلى خفض الدهون عن طريق تجميد الخلايا الدهنية باستخدام جهاز خاص يوضع على المنطقة المراد تجميد الدهون فيها لمدة تتراوح من 35 – 60 دقيقة للمنطقة الواحدة، ويمكن تكرار العملية عدة مرات للحصول على الشكل والنتيجة المرضية للمريض.
يلاحظ بداية ظهور تأثير تجميد الدهون بعد ثلاثة أسابيع لتصل إلى أفضل ما يمكن خلال شهرين إلى أربعة أشهر.
ومن الجدير بالذكر أنه، لا يمكن إجراء شفط الدهون أو تجميدها للأشخاص الذين يعانون من السمنة، أو يحتاجون لإزالة الكثير من الدهون والترهلات حيث لا يعتد بهما كإجراء لعلاج السمنة أو خفض الوزن.
حزام البطن وحرق الدهون بين الحقيقة والأكاذيب
اعتادت السيدات استخدام أحزمة البطن عقب الولادة، وهي أحزمة ضاغطة تحيط منطقة البطن والخصر اعتقادًا في أنها تعمل على شد البطن واستعادة شكلها قبل مرحلة الحمل، وعلى الرغم من عدم وجود دليل علمي على ذلك ولكن تعد أحزمة البطن فعالة للغاية بعد الولادة القيصرية أو جراحات البطن في توفير القدر المناسب من الضغط والاستقرار لمناطق البطن والحوض وأسفل الظهر.
كما انتشرت مؤخرًا أحزمة التخسيس وحرق الدهون الموضعية في البطن التي تحرق الدهون أثناء ارتدائها وممارسة الأنشطة اليومية الاعتيادية، ويالها من أكذوبة كبيرة! فلا يتعدى تأثيرها الطبقة السطحية للجلد وتعمل على فقد الماء منها وليس الدهون.
تذكر دائما أنه لا يوجد عصا سحرية تخلصك من الدهون وتجعل جسمك نحيفًا، ولكن الجسم الممشوق الصحي والوزن المثالي هو مزيج من عدة عوامل أهمها اتباع النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة والابتعاد عن العادات الصحية الضارة.
كيف تتجنب تراكم الدهون وترهل البطن؟
يعد قياس محيط الخصر مؤشرًا على تراكم الدهون في منطقة البطن، إذا كان قياس محيط الخصر أكبر من 102 سم للرجال، و88 سم للسيدات تُعرف باسم “سمنة البطن”، أما إذا كانت القياسات قريبة من تلك الأرقام فيجب توخي الحذر ومراعاة عدة عوامل، منها:
- تحسين نوعية النظام الغذائي: الابتعاد عن الكربوهيدرات البسيطة والسكريات المصنعة، وتناول كميات أكبر من الخضروات والفواكه والاهتمام بتناول البروتينات والألياف.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تزيد من معدلات حرق الدهون وتحسين أداء أجهزة الجسم المختلفة، كما توجد تمارين مخصصة لشد وتقوية عضلات البطن.
- النوم عدد ساعات كافية: النوم المتواصل لعدة ساعات أغلبها ليلًا يزيد من قدرة الجسم على التخلص من السموم كما يزيد من كفاءة هرمونات الجسم في الحرق وأيض الدهون، مما يحد من زيادة الوزن بشكل كبير.
- الابتعاد عن مسببات التوتر: يزيد التوتر من إفراز هرمونات الكورتيزول التي تزيد الرغبة في تناول الطعام واكتساب الوزن.
ختامًا، يمكننا تقبل بعض التغييرات البسيطة التي تطرأ على أجسادنا لأنها دليل على نعمة الله علينا، فإذا كانت الترهلات بعد الولادة أمرًا مزعجًا يدفعنا للتفكير في شد البطن مع الولادة القيصرية للتخلص منها، لكن لا شئ يضاهي نعمة الأمومة وإن أثرت على مظهرنا الخارجي.
المصادر
