رأي القرضاوي في التداوي بالقرآن – حقيقة الحبة السوداء – الفصل الثامن من كتاب “الطب النبوي – الحقيقة والإدعاء”
محتوى المقال
(هذا هو الفصل الثامن من كتاب: الطب النبوي – الحقيقة والإدعاء – لمؤلفه الدكتور عصام منصور – ويوضح هذا الفصل رأي الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في العلاج والتداوي بالقرآن و يوضح حقيقة حبة البركة وما هي الحبة السوداء التي قد يكون فهم الكثيرين لها خاطئاً)
انتقل للفصل السابع من هنا: تفصيل الكلام في الحجامة
رأي القرضاوي في التداوي بالقرآن
يقول العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه “كيف نتعامل مع القرآن العظيم”:
“والتداوي بالقرآن أو الإستشفاء به من الأمراض المادية العضوية لم يعرف في عصر النبوة وعصر الصحابة, وكل ما عرف عن الصحابة ما اقتبسوه من هدي نبيهم من الرقية بالقرآن وبالأدعية المأثورة , مثل ما صح في الحديث : ” اللهم رب الناس أذهب الباس , اشف أنت الشافي , لا شفاء إلا شفاؤك, شفاءا لا يغادر سقما” , والرقية بالمعوذات ونحوها, وهذا بجوار الأخذ بالأسباب, ومراعاة سنن الله في دفع الداء وإزالته بما يلائمه من الدواء, فالمسلم الحق يصف الأدوية الروحية إلى جانب الأدوية المادية ولا يلغيها .
لم يعرف عن الصحابة وتلاميذهم أنهم اشتغلوا بمداواة الناس بالقرآن وترك أدوية الأطباء, لم يفتح عمر, ولا علي, ولا ابن مسعود, ولا أبي, ولا زيد, ولا ابن عباس, ولا ابن عمر, ولا مجاهد, ولا سعيد بن جبير, ولا الحسن, ولا عكرمة, ولا قتادة, ولا غيرهم من أهل القرآن وعلماء الأمة : عيادات لمداواة المرضى , وعلاجهم بالآيات القرآنية كما يفعل بعضهم اليوم!” (انتهى كلام القرضاوي).
مراعاة إختلاف مدلول الألفاظ – حقيقة حبة البركة وما هي الحبة السوداء
أمر آخر وهو أن تفسير الكلمات التي وردت في أحاديث نبوية صحيحة قد يخرجها الناس عن معناها, لأن مدلولات الألفاظ قد تتغير من عصر إلى عصر, فيجب أخذ ذلك في الحسبان, واعتبار المعني الذي قصده الحديث,
فمثلا إذا سمعت كلمة تزوير تبادرت إلى الذهن معان سيئة يعاقب عليها القانون في أي مكان, ولكن إذا بحثت عن معنى كلمة تزوير عند العرب لوجدت من معانيها معنى جميلا هو التزيين, وكان الأدباء إذا كتب أحدهم مقالا يوقع تحته بقوله “زوَّره فلان”, وعندما أراد كعب بن مالك أن يذكر للنبي صلى الله عليه وسلم حججا يبرر بها تخلفه عنه في غزوة تبوك قال ” فزورت في نفسي حديثا ” , ففي مختار الصحاح ” زور الشىء تزويرا : حسنه وقومه “.
والأمر كذلك عندما نتحدث عن الأحاديث المذكور فيها شئون الطب، فمثلا في حديث البخاري في كتاب الطب يقول حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة وسعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة أخبرهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (في الحبَّة السوداء شفاء من كل داء، إلا السام) قال ابن شهاب: والسام الموت، والحبَّة السوداء: الشونيز.
وكل الناس يعرف أن الحبة السوداء هي الحبة سوداء اللون التي يسميها العامة” حبة البركة “, ولكن الإمام مسلم في شرحه لهذا الحديث يقول في باب التداوي بالحبة السوداء : الشونيز هو الكمون, وفي رواية السيوطي “الشونيز دواء من كل داء إلا السام، وهو الموت ” ويقول بعدها : الشونيز” (بفتح الشين وبضمها): الكمون الأسود، ويسمى الهندي.
فحتى هذه سيصدم العامة الذين يعتبرون حبة البركة طبا نبويا, عندما يعلمون أن علماء في وزن الإمام مسلم يقول إنها الكمون. وهنا أيضاً يجب أن نعرف هل كان الكمون الذي قصده الإمام مسلم هو ذات الكمون الذي نعرفه الآن؟
انتقل للفصل التاسع “هل بعث النبي طبيباً؟ هل كان النبي يعالج نفسه؟” من هنا: