مقالات طبيةأمراض الجهاز الهضميأمراض المخ والجهاز العصبيالطب النفسي والأمراض النفسيةتغذيةموسوعة الأمراض والأعراض

فقدان الشهية العصبي – الأسباب وطرق التشخيص والعلاج

نظرة عامة

وهو أحد إضطرابات الأكل التي  يعاني فيها الشخص المصاب من فقدان الوزن بصورة غير طبيعية ويلازمه القلق المبالغ به من اكتساب الوزن؛  لما يحمله من صورة ذهنيه مشوهة عن جسمه ووزنه. ويلجأ  الأشخاص المصابين بهذا المرض إلى تحديد كميات الطعام التي يتناولونها بشكل قاس وشديد  للحد من أي زيادة مكتسبة  في الوزن ..

وقد يتبعون وسائل معينة تجعلهم يتحكمون في مقدار السعرات الحرارية الداخلة كممارسة الرياضة بإفراط أو سوء استخدام الملينات أو أنهم يعتمدون طريقة إحداث تقيؤ الطعام وقد يلجؤا أحيانا إلى استخدام الحقن الشرجية أو مدررّات البول وبالرغم من أنهم قد فقدو الكثير من أوزانهم لكنهم لا يزالوا في قلق مستمر من اكتساب الوزن ..

والغريب في الأمر او لنقل من خفايا هذا المرض أنه في الغالب يكون مرجعه الى عوامل نفسية وعاطفية تكون قد سيطرت على صاحبها الى الحد الذي يرى أن الخلل في وزنه وشكله ولابد من فقدان الوزن بما يكفي لرفع التأثير النفسي والعاطفي السلبي ..وغالبا ما ينظر المصاب بفقدان الشهية العصبي  الى تقدير الذات من منظار النحافة ويراهما متلازمين ..ولذلك فهو في الواقع من الامراض الخطيرة التي لا يستهان بها  كونه يسيطر على حياة الشخص نفسيا وجسديا  ويكون من الصعب التغلب عليه وقد يكون مهددا لحياته  كونه أحيانا يتسبب في  انخفاض الوزن الى مستويات دون الحد الأدنى الذي يعتبر الى حد ما متماشيا مع عمر الشخص وجنسه ونموه .مع  ذلك فمع التشخيص والعلاج  من الممكن ان يتحسن المصاب ويتشافى  تدريجيا حتى العودة الى العادات الغذائية السليمة وابعاد المضاعفات الوشيكة لهذا المرض

من الذي يصاب بفقدان الشهية العصبي؟

لا يتحدد خطر الإصابة بفقدان الشهية العصبي بفئة عمرية معينة او عرق او جنس معين كما لم يتحدد بمدى اوزان واحجام اجسام الأشخاص..

ولكن هناك بعض العوامل التي لو توفرت فقد تكون احداها او مجتمعة سببا في زيادة خطر الإصابة بهذا المرض.

وعلى سبيل الذكر هذه عدد من العوامل التي قد تعتبر عوامل خطورة للإصابة:

  • ذكرنا انه لا يتحدد بفئة عمرية معينه وممكن أن يصيب كل الاعمار والأجناس ولكن لوحظ أنه اكثر شيوعا عند المراهقات والنساء الشابات ؛ وقد يصيب الذكور ..كما انه نادر الحدوث بعد عمر الأربعين عاما و في المجمل فهو  اكثر حدوثا لدى المراهقين ..
  •  الضغوط الاجتماعية والنفسية : تؤثر بعض العوامل الاجتماعية كالتقلبات العائلية مثل الانفصال او وفاة شخص ، او الانتقالات كوظيفة جديدة او مدرسة جديدة او منزل جديد ؛ قد تؤثر هذه العوامل بطريقة او بأخرى وتؤدي الى زيادة التوتر والضغط العصبي والنفسي مما يسهل إمكانية الإصابة بفقدان الشهية العصبي
  •  أسباب هورمونية : قد يكون المراهقين اكثر عرضه لهذا المرض بسبب التقلبات الهورمونية التي تطرأ على أجسامهم في هذه المرحلة من العمر مما يجعلهم أكثر حساسية تجاه أساليب النقد التي يتعرضون لها من قبل أقرانهم بسبب اشكال اجسامهم واوزانهم وهذا ما يولد المزيد من الضغط النفسي الذي ينتج عنه اتباع أساليب تقييد غذائية قاسية تودي بهم الى الإصابة بهذا المرض
  •  العامل الوراثي والجيني  : قد يكون الأشخاص الذين لديهم أقارب  مصابين بهذا المرض وكانوا أقارب من الدرجة الأولى كأحد الاشقاء او الوالدين  ؛ من الممكن ان يكون هؤلاء الأشخاص اكثر عرضة للإصابة بسبب جيناتهم الحاملة لهذا المرض
  • ⁃ اتباع حمية غذائية تقييدية : يسبب الجوع تقلبات مزاجية حادة كونه يؤثر بشكل واضح على وظائف الدماغ الادراكية منها خاصة ؛ مما يسبب بالنتيجة أفكار غير صائبة ومشوهة عن شكل الجسم ووزنه وهذا بدوره يدفع بالأشخاص الى شبه معاقبة انفسهم بالتجويع المستمر بطريقة قاسية ومستمرة ويكون حينها من الصعب بمكان أن يعودوا الى عادات الاكل الطبيعية السليمة وهذا بالنتيجة سيمهد للإصابة بهذا المرض

أبرز أسباب فقدان الشهية العصبي

بيقى السبب الدقيق وراء فقدان الشهية العصبي غير معروف ..وبحسب كلام بعض الدراسات والابحاث فقد تكون لبعض العوامل النفسية والعاطفية والبيولوجية – الاثر الواضح في نشوء هذا المرض

  • من العوامل النفسية التي قد  تكون السبب في ذلك هي بعض السمات الشخصية كتدني احترام الذات وتقديرها وشعور عدم الكفاءة  او القلق او الغضب او الشعور الدائم بالارهاق كما تؤثر طبيعة العلاقات الاجتماعية من حيث سوءها او اضطرابها في حدوث هذا المرض ..حيث تؤثر بعض المضايقات وضغوط الاقران والمجتمع في احداث هوس الجمال وهوس الكمال الجسدي ف تسبب تلك المشاعر اتباع انظمة غذائية قاسية بهدف انقاص الوزن وتكون النتيجة النحافة الشديدة
  • وقد يكون وراء المرض اسباب جسدية وبيولوجية حيث تؤدي  الاضطرابات ببعض انواع الهورومات المسؤولة عن الحالة المزاجية والذهنية والتفكير وكذلك الشهية – تؤدي الى حصول اضطرابات الاكل كما ان بعض الابحاث العلمية تشير الى انتشار هذا المرض في العائلات
  • ومن العوامل البيئية هو تاكيد الحداثة الغربية على النحافة وتعزيز هذا الامر الى مرحلة ربط النجاح وقيمة الذات بمقدار النحافة خاصة بين المراهقين والمراهقات..

الاعراض والعلامات لمريض فقدان الشهية العصبي

بسبب اختلاف صورة انخفاظ وزن الجسم من مصاب لاخر سيكون من الصعب ملاحظة العلامات والاعراض فقد لا يبدو على بعض الاشخاص النحافة الشديدة .وبشكل عام   فهي تتضمن عدد  من الاعراض السلوكية والادراكية بالاضافة الى الاعراض الجسدية :

اماالأعراض الجسدية فتتضمن ما يلي:

  • شعور بالتعب
  • عدم انتظام ضربات القلب او بطء ضربات القلب
  • الام الصدر وخفقان القلب
  • دوار وشعور بالاغماء
  • اضطرابات النوم
  • نقصان الوزن بشكل ملحوظ خلال مدة محددة من الزمن قد تكون اسابيع او اشهر
  • ضعف التركيز والذاكرة
  • تغير كبير  في  منحنيات النمو ( للاطفال او المراهقين في طور النمو ) ومؤشر كتلة الجسم
  • اضطرابات الحيض عند الفتيات كغيابه او عدم انتظامه
  • اعراض الانتفاخ والمغص المعوي واحيانا تقيؤ دموي
  • الارتجاع المريئي
  • ضيق التنفس وانخفاض في مستوى ضغط الدم
  • مشاكل الاسنان كتآكل طبقة مينا الاسنان
  • ضعف كتلة العضلات
  • مشاكل الجلد والشعر والاظافر كجفاف الجلد وتساقط الشعر وهشاشة الاظافر

وتشمل الأعراض العاطفية والسلوكية:

  • المداومة على اتباع نظام غذائي عالي التقييد حتى مع النحافة الشديدة او انخفاض الوزن
  • الاهتمام المبالغ به بموضوع السعرات الحرارية وعدد الغرامات لمكونات الطعام كغرامات الكارب والدهون
  • حصول تغير مفاجئ في بعض سلوكيات تناول الطعام كأن يصبح نباتيا صرفا او يهتم بنوع معين من الاطعمة دون غيرها
  • هوس الكمال في  وزن وشكل الجسم المترافق مع نقد او جلد الذات
  • اعراض القلق والاكتئاب
  • نمو عادات غذائية غريبة كتناول الطعام في الخفاء او الاهتمام باعادة ترتيب الغذاء في اطباق معينة
  • الوسواس القهري في بعض الجوانب
  • ترك تناول الانسولين من قبل المصابين بداء السكري بهدف انقاص الوزن
  • محاولة اخفاء فقدان الوزن من خلال ارتداء ملابس فضفاضة
  • تناول بعض العقاقير بهدف فقدان الوزن كمدررات البول او الملينات او الحقن الشرجية
  • الانطواء على النفس وتجنب مخالطة الاصدقاء او حضور المناسبات الاجتماعية
  • عدم الاستمتاع بالحياة كما في السابق
  • الشعور بعدم القيمة وعدم احترام الذات

التشخيص

لا توجد فحوصات مختبرية محدده لتشخيص فقدان الشهية العصبي حيث يعتمد بشكل اساسي على مراجعة التاريخ المرضي الدقيق لمريض فقدان الشهية حيث يبدأ الطبيب المختص بطرح  عدد من الأسئلة المختلفة تتعلق بالنظام الغذائي والعادات الغذائية وكذلك التاريخ الشخصي والعائلي للأمراض النفسية بهدف  الوصول الى اجابات قد تساعد في التشخيص مثل :

تقييم النظام الغذائي

  • كميات الطعام وانواع المجموعات الغذائية التي يتناولها الشخص المصاب
  • تاريخ فقدان الوزن ومعدل النزول والفتره التي حصل خلالها نزول الوزن
  • الادوية التي يتناولها والعادات التي يتبعها في فقدان الوزن كمدررات البول والملينات واستخدام الحقن الشرجيه او احداث التقيوء
  • النظام الغذائي الذي يتبعه ومدى التقييد في تحديد كميات الغذاء
  • طريقة ومدة ممارسة التمارين الرياضية

تقييم الحالة النفسية

  • الافكار والصورة الذهنية للمصاب عن شكل جسمه ووزنه
  • اضطرابات الاكل للشخص والعائلة
  • الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب

فحص الجسد

  • قياس العلامات الحيوية كضغط الدم وعدد نبضات القلب ودرجة الحرارة وقياس الوزن وقياس الطول

اختبارات معملية 

  • صورة الدم الكامله CBC
  • عمل تخطيط كهربائيه القلب ECG للتحقق من اي مشكلة عامة

طرق العلاج

  • يعتمد علاج حالات فقدان الشهية العصبي على مايسمى ب Team management اي فريق طبي متخصص ومتكامل يشمل أخصائي العلاج النفسي وأخصائي الصحة العقلية الى جانب أخصائي التغذية حيث يتم العمل في البدء على مناقشة  بعض المعتقدات الخاطئة وتصحيح بعض الافكار والصور الذهنية المشوهة عن مفهوم الوزن وفقدان الوزن التي يعاني منها المصاب ودعم الحالة النفسيه للشخص ومساعدته على تجاوز مخاوفه من زيادة الوزن ودعم احترام الذات لديه
  • كما يقع على عاتق أخصائي التغذيه العمل على ايقاف مشكلة فقدان الوزن واعداد نظام غذائي مناسب لاستعادة الوزن الطبيعي والمساعدة في التخلص من بعض العادات الغذائية المسببة لفقدان الوزن
  • وقد يتم في بعض الأحيان وصف بعض انواع الأدوية التي تعزز من صحة الجسم كالمكملات الغذائية او بعض ادوية العلاج النفسي Antipsychotic drugs مثل Olanzepine الى جانب بعض أدوية الاكتئاب .

المصادر

  • Myo Clinic
  • Cleveland Clinic

د.وقار صالح

أخصائية طب أسرة-العراق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى