محتوى المقال
عاود للظهور مجددا و بين مرضى السرطان خاصةً ما يطلق عليه فيتامين ب17 بقدراته العلاجية الخارقة و ما يحيطه من المؤامرة الكبيرة من قبل شركات الأدوية المتنفذة يداً بيد مع الحكومات الغربية للإبقاء على هذا العلاج السحري بعيداً عن العامة. سنستعرض في هذا المقال الحقيقة العلمية و كل ما تحتاج معرفته حول فيتامين ب17.
ما هو فيتامين ب17 ؟ وهل هو فعلاً موجود؟
علمياً لا وجود لفيتامين ب17، إنما هو إسم أطلق جزافاً على دواء لاتريل سيء الصيت و على مركب أميغدالين (ربما بهدف التهرب من رقابة إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية بهدف بيعه على أنه مكمل غذائي). يتم تسويق هذه المستخلصات على أنها كابوس تجار السرطان و العلاج السحري له.
إذاً ما هو دواء لاتريل؟
لاتريل هو الإسم التجاري لحبوب تحتوي على مستخلص مادة الأميغدالين المصنعة جزئيا. تم تصنيع هذه المادة و استخلاصها و تسجيل براءة إختراعها من قبل الطبيب الأمريكي المثير للجدل إرنيست كريب عام 1950 و طرحه كدواء بديل للسرطان في الستينات من القرن الماضي قبل أن تقوم إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية لاحقا بمنعه بسبب مخاطره على الصحة و عدم جدواه. ما تزال بعض المواقع الإلكترونية إلى اليوم تنشر عن فوائده المزعومة و تقوم ببيعه للمستخدم مباشرة.
أين يوجد ما يسمى بفيتامين ب17؟
يوجد الأميغدالين بشكل طبيعي في بذور بعض الفواكه و المكسرات مثل:
- بذور التفاح
- بذور المشمش
- بذور الخوخ
- بذور الكتان
- اللوز المر
- المكسرات النيئة
أين يباع فيتامين ب17؟
لا تباع عادة هذه الكبسولات في الصيدليات و لا يتم تصنيعها من قبل الشركات الدوائية ذات الصيت لافتقارها على التصاريح القانونية و الدراسات الدوائية اللازمة لتصنيعها. يتم تصنيع هذه الحبوب في أماكن مجهولة أو من قبل شركات دوائية مغمورة في دول ذات الرقابة المنخفضة بشكل غير آمن و غير مدروس. و تباع عادة من قبل مصادر مجهولة على الشبكة العنكبوتية.
فيمَ يستعمل فيتامين ب17 ؟
اشتهر فيتامين ب17 و ما يزال بين أوساط مرضى السرطان كبديل علاجي “طبيعي” عن العلاجات المتعارف عليها طبياً للسرطان، أو كعلاج داعم له بشكل أساسي. بعض الأفراد و بشكل أقل يستخدمون هذه الكبسولات للعلاج و الوقاية من بعض الأمراض الأخرى مثل إرتفاع ضغط الدم و روماتزم المفاصل.
ماذا يحدث عند تناولك لفيتامين ب17 ؟
عند تناولك للأميغديلين و هو المركب الأساسي في ما يسمى بفيتامين ب17 و بذور بعض الفواكه، عن طريق الفم يتفكك هذا المركب في الأمعاء لعدة مركبات أهمها مركب هيدروجين السيانيد. يشتهر السيانيد بكونه مركب عالي السمية و تم إستخدامه مسبقا بجرائم الإغتيالات و القتل و كمادة سامة للإنتحار. للأميغدالين أعراض جانبية كثيرة أغلبها سببه المباشر تفكك مركب الأميغدالين نفسه في الأمعاء إلى مركب السيانيد السام و من ثم إمتصاصه من الأمعاء لسائر الجسم.
هل فيتامين ب17 يعالج السرطان؟
الجواب و باختصار هو لا. تقوم فرضية مروجي و بائعي هذه الحبوب لعلاج السرطان حول أن هيدروجين السيانيد الناتج عن تفكك مركب الأميغدالين يمتلك بحد ذاته خصائص قاتلة لخلايا السرطان . هناك فرضية آخرى لا تقل جهلاً هي أن الخلايا السرطانية تمتلك أنزيمات تفكك الأميغدالين لمركب السيانيد، الذي يقوم بدوره بقتل الخلية السرطانية. البعض يتمادى بالإدعاء أن سبب السرطان هو نقص في فيتامين ب17 و كل هذا محض إفتراء لا صحة له.
قامت العديد من الدراسات المحكمة بفحص هذه النظريات بشكل منهجي و دقيق، و خلصت أنه لا توجد خواص علاجية لفيتامين ب17. لا يوجد أي دليل علمي ذو مصداقية يدعم هذه الإدعاءات العلاجية أو غيرها. لا يستخدم فيتامين ب17 كعلاج حقيقي لأي مرض أو علة يشمل ذلك السرطان أو الأمراض المستعصية الأخرى.
الأعراض الجانبية لتناول فيتامين ب17
من الممكن أن تكون الوفاة أحد أخطر الأعراض الجانبية الناتجة عن هذه الكبسولات أو المصادر الآخرى للأميغدالين نظير تحول مركب الأمغديلين لمركب السيانيد السام كما سبق الذكر. أغلب الأعراض الجانبية لفيتامين ب17 تأتي أيضا لنفس السبب.
تشمل الأعراض الجانبية قائمة تتراوح خطورتها من إنزعاج متوسط إلى الوفاة و يعتمد ذلك على عوامل عدة منها الجرعة، العمر، الوزن، التباين الجسماني بين الأفراد، الحالة الصحية للمستخدم و نقاء المادة الفعالة في الكبسولات. تشمل القائمة التالية على سبيل الذكر لا الحصر أشهر الأعراض الجانبية:
- غثيان
- إقياء
- ضعف و وهن عام
- صداع
- دوار الرأس
- آلام البطن
- فشل الجهاز التنفسي
- التوقف المفاجئ للقلب
- إنخفاض ضغط الدم
- فشل الكبد
- غيبوبة
- تلف الأعصاب و الجهاز العصبي
- الوفاة
أن التسمم بالسيانيد أمر خطير و مهدد للحياة إن كنت تواجه أحد هذه الأعراض الجانبية بعد تناولك لفيتامين ب17 توجه مباشرةً إلى أقرب قسم طوارئ للحصول على الرعاية الصحية المناسبة.
خاتمة
نحن نتعاطف مع المرضى و نقدر رغبتهم بالوصول إلى الشفاء التام من أمراضهم و خصوصا مرضى السرطان منهم و لكن، لا يكون ذلك إلا بإتباع الإجراءات و العلاجات الطبية المبنية على الدليل العلمي المقدمة من الأطباء و المراكز الطبية ذات الصلة، و ليس بحبة أو بذرة سحرية تعد بشفاء معجز لكافة الأمراض التي ستكون حتماً سبباً لإحداها.
المصادر:
https://www.epa.gov/sites/default/files/2016-09/documents/cyanide-compounds.pdf
https://www.cancer.gov/about-cancer/treatment/cam/patient/laetrile-pdq
https://www.cancer.gov/about-cancer/treatment/cam/patient/laetrile-pdq
https://www.accessdata.fda.gov/cms_ia/importalert_167.html
https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0944711316000362?via%3Dihub
