كل ماتريد معرفته عن السمنة
محتوى المقال
كل ماتريد معرفته عن السمنة أسبابها تشخيصها وطرق العلاج
ماذا يقصد بالسمنة ؟
تعرف السمنة بأنها زيادة في مؤشر كتلة الجسم BMI وهو معادلة حسابية تأخذ بنظر الاعتبار وزن الجسم نسبةً الى طوله وتساوي حاصل قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر ؛ وبحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC فأنه يتم تشخيص السمنة اذا بلغ معدل كتلة الجسم 30 او اكثر من ذلك
وتعني السمنة وجود زيادة في الكتلة الدهنية في الجسم ولذلك فإن مؤشر كتلة الجسم قد لا يكون دقيقا في بعض الأحيان خاصة فيما يتعلق بالرياضيين اذ ان زيادة الوزن عندهم هي غالبا بسبب زيادة الكتلة العضلية وليس الدهون ولذلك فهي ليست سمنة فعلية ؛ إذ أن معدل كتلة الجسم ليس دليلا على توزيع الدهون في مناطق الجسم وعلى الرغم من ذلك فإنه لا زال يستخدم عالميا لتحديد وزن وحجم الجسم إلا في بعض الاستثناءات كما ذكرنا
وللسمنة مخاطرها التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار كزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض وأمراض السرطان
ماهو تصنيف السمنة ؟
تصنف السمنة وبحسب معدل كتلة الجسم BMI للاعمار ٢٠ سنة فما فوق كالاتي :
- 18.5 أو أقل تعتبر نحافة
- 18.5 إلى أقل من 25.0 طبيعي
- 25 الى اقل من 30 يعتبر زيادة وزن
- 30 إلى اقل من 35 تعتبر سمنة من الدرجة الأولى
- 35 الى اقل من 40 تعتبر سمنة من الدرجة الثانية
- 40 او أعلى من ذلك تعتبر سمنة مفرطة
ماهي أسباب السمنة ؟
تناول المزيد من الطعام
من ابرز اسباب زيادة الوزن والسمنة هو تناول سعرات حرارية اكثر مما يحتاجه الجسم اي عندما لا يتساوى معدل السعرات الحرارية الداخلة مع معدل السعرات الخارجة منه ؛ويحصل ذلك عندما يتم تناول كميات كبيرة من الطعام مع قلة النشاط الحركي والرياضي اذ يتم تراكم السعرات الحرارية الزائدة مسببة زيادة الوزن والسمنة مع مرور الوقت
عوامل جينية
تختلف بعض الأجسام عن غيرها في كيفية التعامل مع الطعام الداخل من حيث معالجته وتمثيله الغذائي وتحويله الى طاقة وكذلك من ناحية تخزين الدهون فبعض الأجسام لها قابلية حرق اقوى من غيرها وبعضها لها قابلية تخزين دهون أكثر من غيرها وهكذا ويرجع هذا الامر الى بعض العوامل الجينية التي تختلف من شخص لآخر
معدل نوم غير كافي
قد يؤدي قلة عدد ساعات النوم إلى زيادة الوزن ؛ ويعزى ذلك الى ان عدم اخذ قسط كافي من النوم يؤدي إلى بعض التغيرات الهرمونية التي تسبب الشعور بالجوع وبالتالي تناول بعض أنواع الاطعمة العالية بالسعرات الحرارية .
الحمل
قد يؤدي الحمل الى اكتساب وزن زائد ويكون انقاصه ليس بالأمر السهل على المرأة مما قد يؤدي في نهاية الأمر الى السمنة
اضطرابات الغدة الدرقية
كخمول الغدة الدرقية Hypothyroidism
متلازمة تكيس المبايض (PCOS)
وهي حالة مرضية تصيب حكم المبايض بسبب وجود خلل ما في توازن هرمونات الجهاز التناسلي الانثوي
متلازمة كوشينغ Cushing syndrome :
وتحدث نتيجة المستويات المرتفعة لهرمون التوتر الكورتزول حيث يتم افرازه بكميات اكثر من المستوى الطبيعي في الجسم مما يؤثر على توزيع الدهون في الجسم وخاصة في منطقتي الصدر والوجه
متلازمة برادر ويلي Prader Willi syndrome :
وهي حالة مرضية تحصل نتيجة اضطراب جيني نادر تسبب الشعور الدائم بالجوع
هشاشة العظام Osteoporosis :
حيث يكون الشخص المصاب بهشاشة العظام قليل النشاط مما يسبب زيادة الوزن
ماهي عوامل الخطورة التي تؤدي الى السمنة ؟
عوامل وراثية
قد تكون بعض الجينات المتوارثة سببا في صعوبة فقدان الوزن لدى بعض الأفراد
عوامل بيئية
تؤثر بعض الظروف البيئية والصفات المجتمعية بشكل او بآخر على نوعية وكيفية تناول الطعام وكذلك على مدى النشاط الحركي للفرد فاذا كنت مثلا في مكان يفتقر لوجود الاطعمة الصحية ؛ وبالمقابل وجود العديد من خيارات الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية كمطاعم الوجبات السريعة وإذا كنت لم تتقن بعض مهارات الطبخ الصحي ؛ لذلك قد يؤدي هذا الأمر إلى تناولك المزيد من السعرات الحرارية وبالتالي زيادة الوزن
بعض الامراض النفسية كالاكتئاب
يؤدي الاكتئاب في بعض الحالات إلى زيادة الوزن والسبب قد يعود الى ان من يصاب بالاكتئاب يغلب عليه الكسل ويميل الى الراحة وعدم ممارسة الرياضة بينما يميل الى الاكل اكثر او انه يتناول المزيد من الطعام بقصد الحصول على مشاعر افضل
ترك التدخين
يسبب الإقلاع عن التدخين بعض الأحيان زيادة ملحوظة في الوزن والسبب يعود الى اثر اختفاء النيكوتين من الجسم في بطء عمليك الأيض الغذائي مما يسبب الإحساس بالجوع وتناول المزيد من الطعام لذلك لابد من الفرد الانتباه الى النمط الغذائي بعد اقلاعه عن التدخين ؛
ذ لابد ان يتبع نظام صحي قليل بالكربوهيدرات المكررة كالخبز الأبيض والمعكرونة البيضاء والسكريات وكذلك تجنب الدهون المشبعة المتواجدة عادة بشكل كبير في الوجبات السريعة مع ممارسة التمارين الرياضية الممكنة
بعض أصناف الادوية
تزيد بعض أنواع الأدوية من احتمالية زيادة الوزن كمضادات الاكتئاب والستيرويدات وحبوب منع الحمل فقد تسبب الأخيرة احتباس السوائل
كيف يتم تشخيص السمنة ؟
يتم تشخيص السمنة من خلال عمل عدد من مقاسات الجسم والفحوصات المخبرية :
أولا : مقاسات الجسم والتي تشير إلى مناطق توزيع الدهون في الجسم وهي:
قياس محيط الخصر waist circumfurance
هو يعطينا إشارة الى مستوى الدهون التي تتجمع حول الأعضاء في منطقة البطن وتعتبر هذه الدهون من النوع الخطر الذي ينذر بالإصابة بالسكري وأمراض القلب في المستقبل ويتم تشخيص محيط الخصر الكبير اذا كان اكثر من 102 سم للرجال واكثر من 88 للنساء
نسبة محيط الخصر الى الورك waist – hip ratio
وهي ناتج قسمة طول محيط الخصر على طول محيط الحوض والخصر ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ، فإن WHR المعتدلة هي:
- 0.9 أو أقل للرجال
- 0.85 أو أقل للنساء
قياس ثنية الجلد Skin fold thinkness
حيث يتم تقييم سماكة الجلد باستخدام الفرجار بقرص الجلد في مناطق محددة وسحب ثنية الجلد بعيدا عن العضلات الرئيسية وعادة هناك عدة مناطق يتم قياس ثنية الجلد من خلالها :
- (العضلة ذات الرأسين) في الجانب الأمامي العلوي من الذراع
- ( العضلة ثلاثية الرؤوس) في الجانب الخلفي من وسط الذراع
- تحت الكتف (تحت أدنى نقطة من حافة الكتف)
- في منطقة الصدر ( تحت الابط مباشرة)
- في منطقة الفخذ (منتصف الفخذ العلوي)
- فوق الحرقفة : في البطن فوق القمة الحرقفية لعظم الورك
ثانيا : الفحوصات المخبرية والتصوير الإشعاعي مثل :
- فحص مستوى الكوليسترول في الدم
- فحص سكر الصيام والسكر التراكمي
- فحص وظائف الكبد
- فحص وظائف الغدة الدرقية
- فحص فيتامين دال
- اختبارات القلب كتخطيط كهربائية القلب او الايكو (ECG أو EKG)
- فحص الموجات فوق الصوتية (الالتراساوند)
- فحص التصوير المقطعي ( المفراس )
- فحص الرنين المغناطيسي
ويكون عمل هذه الفحوصات حسب توجيه الطبيب المعالج
ماهي مضاعفات السمنة ؟
- أمراض القلب كالجلطات القلبية بسبب زيادة نسبة الدهون في الجسم
- داء السكري من النوع الثاني
- ارتفاع ضغط الدم
- الجلطات الدماغية
- النهابات وحصى المرارة
- الكبد الدهني
- متلازمة توقف النفس اثناء النوم
- التهابات المفاصل
- تأخر الانجاب
- الإصابة ببعض أنواع السرطان كسرطان بطانة الرحم والقولون والثدي
ماهو علاج السمنة ؟
لعلاج السمنة هناك ثلاثة جوانب رئيسية :
الجانب الأول: هو من خلال إحداث بعض التعديلات والتغييرات في نمط الحياة اليومي من حيث السلوكيات العامة وطبيعة الغذاء ومن هذه التغييرات:
طبيعة الشخص في تناول الطعام وعاداته الغذائية
اذ لابد من تغيير بعض السلوكيات التي من شأنها زيادة الوزن كمثل اعتياد تناول الوجبات السريعة عالية السعرات الحرارية أو ترك بعض الوجبات خلال اليوم على حساب وجبات أخرى مما يسبب عدم توازن في السعرات الداخلة خلال اليوم
أو قلة النوم واعتياد السهر الذي يسبب افراز هورمون الجوع ويؤدي الى الاقبال على الاطعمة العاليه بالسعرات في نهاية اليوم مما يسبب تخزينها كدهون الى غيرها من العادات التي يمكن ان يتعرف عليها طبيبك المعالج من خلال تاريخك الغذائي
الجانب الحركي ومستوى النشاط الرياضي
إذ لا بد من تغيير أسلوب الحياة الخامل إلى أسلوب حركي نشط من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبشكل شبه يومي كالمشي يوميا لمدة ٤٦-٦٠ دقيقة لزيادة معدل الحرق وفقدان أكثر للسعرات الحرارية
النظام الغذائي
إعداد خطة غذائية لانقاص الوزن اعتمادا على اجمالي السعرات الحرارية اليومية ويكون ذلك حسب استشارة الطبيب
الجانب الثاني : هو من خلال تناول ادوية السمنة المثبتة علميا والمتفق عليها للاستخدام في إنقاص الوزن:
قد يلجا الطبيب الى وصف بعض ادوية انقاص الوزن إلى جانب النظام الغذائي والتمارين الرياضية .. وعادة تكون الحاجة الى وصف ادوية انقاص الوزن في حالة كون معدل كتلة الجسم يبلغ ٢٧ او اكثر او كان يعاني من مشاكل صحية أخرى مرتبطة بالسمنة
ويعتمد مبدأ عمل أدوية إنقاص الوزن على أحد أمرين هما منع امتصاص الدهون او قطع الشهية او كليهما ومن الأدوية المتفق عليها للاستخدام الامن طويل الأمد ( ١٢ اسبوع ع الاقل) في معالجة السمنة هي مجموعة ادوية اقرتها منظمة الدواء والغذاء الأمريكية FDA وتشمل اربع اصناف دوائية:
بوبروبيون – نالتريكسون (كونتريف Contrace
ليراجلوتيد (ساكسندا Saxenda)
فينترمين – توبيراميت (Qsymi)
أورليستات (زينيكال Xenical)
ويعتبر الأخير هو الخيار الوحيد المعتمد من قِبل ال FDA) للاستخدام الامن عند الاطفال للاعمار 12 عامًا فما فوق ؛ وجدير بالذكر ان هذه الادوية على الرغم من تصريح استخدامها دوليا إلا أنها لا تخلو من بعض الآثار الجانبية مثال على ذلك قد يشكو مستخدمي عقار اورليستات من بعض أعراض الجهاز الهضمي كالاسهال المتكرر والغازات لذلك لا يمكن تناول هذه الأدوية إلا تحت استشارة الطبيب
الجانب الثالث وهو جراحات السمنة
وتسمى جراحات انقاص الوزن وهذا الأمر له أولوياته وظروفه الخاصة ؛ ويكون تأثير جراحات السمنة في انقاص الوزن من خلال الحد من مقدار الطعام اليومي الذي يتناوله الشخص او من خلال تقليل امتصاص العناصر الغذائية وقد يجتمع الامرين معا أحيانا اعتمادا على نوع الجراحة وهي تشمل :
جراحة تحويل المسار المعدية
وفيها يتم أغلاق جزء من المعدة مع ابقاء جزء منها على شكل كيس صغير اعلى المعدة ثم يتم وصله مباشرة بالامعاء الدقيقة فيمر الطعام عبر هذا الجيب الى الامعاء متجاوزا معظم المعدة ومعظم الجزء العلوي من الامعاء الدقيقة
عملية ربط المعدة
وذلك باستخدام رباط سيليكوني يفصل المعدة الى جيبين
عملية تكميم المعدة
ويتم تحويل المعدة الى مايشبه الكم وذلك بإزالة الجزء الأكبر منها مع ترك جزء صغير شبيها بانبوب ضيق
تحويل مسار البنكرياس الصفراوي مع تبديل الاثني عشري
وهي من أكثر جراحات السمنة تعقيدًا وأكثرها عرضة لحدوث مضاعفات
من هم المرشحون لجراحات إنقاص الوزن ؟
قد يلجأ طبيبك الى اقتراح عمل بعض أنواع جراحات السمنة في حالة عدم جدوى الحميات السابقة والتمارين الرياضية في انقاص الوزن أو عندما تكون مصاب بحالة مرضية سببها زيادة الوزن
في السابق كانت جراحات السمنة ممكنة لمن كان لديه مؤشر كتلة الجسم 35 على الأقل ؛ وفي العام 2018 أقرت الجمعية الأمريكية لجراحة الأيض وجراحة السمنة (ASMBS) إمكانية إجراء جراحات السمنة للأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم ما بين 30-35 ويعانون من أمراض اخرى مصاحبة للسمنة كالسكري من النوع الثاني
ولا تخلو جراحات السمنة من المخاطر لذلك هي عادة تكون قرارا متأخرا وليس خيارا اوليا لما يتبعها احيانا من مضاعفات ولما تحتاج من اهتمام بعد اجراءها ؛ فقد يحتاج الشخص الذي سبق ان أجرى عملية جراحة سمنة الى تغيير نمط الغذاء من حيث النوع والكم والا فقد يحصل لهم بعض المشاكل الصحية كما انهم بحاجة الى سد النقص الذي يحصل بمستويات بعض المعادن والفيتامينات بعد بعض أنواع جراحات انقاص الوزن