مقالات طبية

جرثومة المعدة (الميكروب الحلزوني)

مقدمة

جرثومة المعدة أو الميكروب الحلزوني هي كائن طفيلي عايش داخل جسم أكثر من نصف سكان العالم، وتتكاثر داخل الجهاز الهضمي، وغالبا لا تسبب أي مشاكل عند معظم البشر، وتتعايش معهم بدون أعراض، وبعض الأطباء يعتبروها جزء لا يتجزأ من بيئة الجهاز الهضمي…. ممكن نتعبر ذا الوجه الحسن من حكاية جرثومة المعدة داجل جسمنا.

لكن فيه وجه عنيف جدا من حياة هذا الكائن في نسبة قد تصل ل 20%، والوجه دا ممكن يكون بسيط في صورة قرح في جدار المعدة والاثني عشر، وممكن يكون شديد الخطورة في صورة سرطان المعدة،

لو حابب تعرف أكثر عن هذا الكائن العجيب، وقصته مع البشر، مشاكله، خطورته، وطرق تشخيصه، وعلاجه……

تابع معي هذا المقال حتى النهاية….

ما هي جرثومة المعدة؟

جرثومة المعدة- كما يدل اسمها- عبارة عن ميكروب أو جرثومة، اعتادت أن تتعايش مع الإنسان وتسكن في جدار معدته، ممكن أن تتعايش سنين طويلة دون أن تسبب أي مشاكل عند معظم البشر، ولكن ممكن أن تكون سبب في شعور عدد كبير بعدم الارتياح أثناء تناول الطعام نتيجة الالتهابات التي تسببها في جدار المعدة وما ينتج عنها من قرح.

للأسف مع الوقت ممكن أن تتحول الالتهابات أو القرح الحميدة في جدار المعدة إلى ورم خبيث (سرطان المعدة).

ما هي أعراض جرثومة المعدة؟

الأعراض المرتبطة بجرثومة المعدة مرتبطة بشكل أساسي بوجودها داخل الجهاز الهضمي للإنسان (المعدة والاثني عشر تحديدًا)، وتسببها في التهاب المعدة والاثني عشر.

يمكن أن تظهر الأعراض في صورة من الصور التالية:

  • ألم في الجزء العلوي من البطن (المعدة)، وأسفل القفص الصدري وفي المنتصف.
  • الألم يمكن أن يكون في صورة عدم الشعور بالارتياح، حرقان في جدار المعدة، أو ألم حاد في الجزء العلوي من البطن.
  • غالباً ما يرتبط الألم بالأكل؛ وقد يزداد سوءًا بعد تناول الطعام (إذا كان الألم مرتبط بوجود قرحة في المعدة)، على الرغم من أنه يتحسن أحيانًا بعد تناول الطعام (إذا كان الألم مرتبط بوجود قرحة في الاثني عشر).
  • الغثيان أو القيء.
  • التجشؤ المتكرر.
  • الشعور بالشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام.
  • عدم الشعور بالجوع.
  • الشعور بالتعب بشكل متكرر وبصورة أسرع من المعتاد.

قد ترتبط الأعراض أيضًا بشيء أكثر خطورة من التهاب أو قرحة في جدار المعدة (سرطان المعدة)، وقد تصاحب الأعراض السابقة بعض الأعراض التي توحي بشكل كبير بوجود ورم خبيث في الجهاز الهضمي ومنها:

  • فقدان الوزن في وقت قصير وبشكل غير مفسر (دون الالتزام بنظام غذائي يؤدي إلى فقدان الوزن).
  • تقيؤ الدم.
  • وجود براز أسود ولزج يشبه القطران (ميلينا).
  • أعراض فقر الدم، مثل الشعور بضيق في التنفس، أو الشحوب، أو الشعور بالتعب الشديد.
  • تنبيه هام جدًا: إذا كنت تعاني من أحد هذه الأعراض يجب استشارة أحد الأطباء وعمل الفحوصات اللازمة على وجه السرعة.

كيف تنتقل إلينا جرثومة المعدة؟

طريقة انتقال جرثومة المعدة غير معروفة بشكل دقيق.

يبدو أنها تنتقل من شخص إلى آخر، عادة أثناء مرحلة الطفولة، وغالبًا من أفراد الأسرة المقربين. قد تدخل جرثومة المعدة الفم ثم المعدة، حيث يمكن أن تتكاثر وتسبب العدوى المستمرة لنفس الشخص وتبقي معه طوال حياته إذا لم يتم علاجها بطريقة فعالة.

 الطرق المحتملة للإصابة بالبكتيريا الحلزونية في الفم هي:

  • التعرض للعاب شخص مصاب عن طريق التقبيل، أو لمس اللعاب بشكل مباشر أو لمس أسطح غير نظيفة مثل المتعلقات الشخصية للشخص المصاب.
  • التعرض لقيء شخص مصاب عن طريق اللمس، ثم لمس الفم دون غسل الأيدي بشكل فعال.
  • شرب الماء أو تناول الأطعمة الملوثة بمياه الصرف الصحي.
  • بعض البلدان النامية لديها معدلات أعلى من الميكروب الحلزوني؛ وذلك بسبب ظروف الازدحام ومشاكل الصرف الصحي.

خلاصة القول… جرثومة المعدة شائعة جدًا على مستوى العالم، وسهلة الانتقال من شخص لآخر، يعاني منها حوالي نصف سكان العالم، وبمجرد إصابة شخص ما بالميكروب الحلزوني، ما لم يتم علاجها، فإنها عادة ما تبقى لبقية حياته.

ما هي مضاعفات الميكروب الحلزوني؟

يتعايش معظم البشر مع الميكروب الحلزوني في سلام تام، ومع ذلك قد يكون سبب في بعض مشاكل الجهاز الهضمي في بعض الأحيان.

ومن هذه المضاعفات:

  • التهاب جدار المعدة.
  • التهاب جدار الاثني عشر (قد يصاحب التهاب المعدة).
  • قرحة المعدة أو الاثني عشر
  • نزيف بسيط خفي من الجهاز الهضمي بسبب وجود قرح في المعدة أو الاثني عشر، مما يؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من الدم، والتي تسبب فقر الدم (أنيميا) على المدي البعيد أو القريب (حسب كمية الدم المفقودة، والمدة التي تم فقده فيها).
  • قد يؤدي اهمال قرح الجهاز الهضمي إلى ثقب في جدار المعدة أو الأمعاء، وهذه الحالة تحتاج لتدخل جراحي طارئ؛ لأنها قد تسبب الوفاة.
  • سرطان المعدة

ملحوظة: ليست كل القرح ناجمة عن عدوى الميكروب الحلزوني. على سبيل المثال، يمكن أن يصاب الأشخاص بالقرح نتيجة تناول بعض الأدوية المسكنة للألم مثل الأسبرين.

كيف أعرف أنه يجب على إجراء فحوصات للكشف عن الميكروب الحلزوني؟

  • لو كان الميكروب الحلزوني منتشر بشكل كبير في بلدك (معظم الدول النامية)، يجب عليك إجراء الفحوصات اللازمة وتناول العلاج المناسب.
  • لو كان الميكروب نادر الانتشار في بلدك (معظم الدول المتقدمة)، ممكن أن تبدأ بأخذ علاج حموضة المعدة وتغير نظام الحياة (تناول الأقل الصحي وممارسة الرياضة) لمدة شهر، ممكن أن يكون هذا كافيًا للشعور بالتحسن.
  • إذا لم تشعر بأي تحسن رغم الانتظام على علاج حموضة المعدة والالتزام بنمط الحياة الصحي، يجب أن تقوم بالفحوصات اللازمة للميكروب الحلزوني.
  • لو تم التشخيص بقرحة المعدة أو قرحة الاثني عشر.
  • إذا كان شخص ما يعاني من انيميا نقص الحديد غير المبرر، ولا يزال السبب غير معروف بعد إجراء منظار للمعدة والقولون، وفحوصات للكشف عن كل الأسباب الأخرى الممكنة.
  • إذا كان لدى شخص ما قريب من الدرجة الأولى (والد أو طفل أو أخ) مصاب بسرطان المعدة، حيث إن اختبار وعلاج جرثومة المعدة قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
  • إذا كان شخص ما يعاني من حالة تسمى نقص الصفيحات المزمن مجهول السبب. هناك بعض الأدلة على أن الميكروب الحلزوني مرتبط بهذه الحالة، وأن علاج الجرثومة قد يقلل من خطورة الحالة.

ما هي الفحوصات الازمة لتشخيص الميكروب الحلزوني؟

  • تحاليل الدم
  • اختبارات التنفس – تقيس هذه الاختبارات المواد الموجودة في أنفاس الشخص بعد شرب سائل خاص.
  • اختبارات البراز – هذه اختبارات لفحص عينة من “البراز”، بحثًا عن الميكروب الحلزوني.
  • الخزعة – في هذا الاختبار، يأخذ الطبيب قطعة صغيرة من الأنسجة من بطانة المعدة. ثم يقومون بفحص الأنسجة تحت المجهر. يمكن للطبيب إجراء خزعة أثناء منظار المعدة.

ما هو علاج الميكروب الحلزوني؟

يحتاج معظم الأشخاص إلى تناول 3 أدوية أو أكثر لمدة أسبوعين، يمكن أن تشمل:

  • أدوية لتقليل كمية حمض المعدة – يمكن أن يساعد ذلك في علاج العدوى ويساعد على شفاء القرحة.
  • أنواع مختلفة من المضادات الحيوية

يجب علاج الأشخاص الذين تم تشخيصهم بجرثومة المعدة، لأن العلاج يمكن أن:

  • يساعد القرحة على الشفاء.
  • الحفاظ على القرحة من العودة.
  • تقليل احتمالية تفاقم القرحة أو الإصابة بالسرطان.

اتبع جميع تعليمات طبيبك بشأن تناول أدويتك وأخبره إذا كان لديك أي آثار جانبية أو مشاكل مع الأدوية الخاصة بك.

ماذا يحدث بعد تناول العلاج اللازم؟

بعد العلاج، يخضع معظم الأشخاص لفحوصات للتأكد من التعافي من جرثومة المعدة. يمكن أن تشمل فحوصات المتابعة ما يلي:

  • اختبارات التنفس.
  • الفحوصات المخبرية التي تفحص عينة من البراز.
  • منظار المعدة مع أخذ خزعة.

في معظم الأحيان، يتم علاج عدوى الميكروب الحلزوني من أول مرة. لكن الأشخاص الذين ما زالوا مصابين بعدوى الملوية البوابية بعد علاجهم قد يحتاجون إلى تناول المزيد من الأدوية.

هل يمكن تجنب الإصابة بجرثومة المعدة؟

جرثومة المعدة سهلة الانتقال بين الأشخاص.

بعض الطرق للمساعدة في الحفاظ على سلامة الآخرين:

  • تجنب لمس اللعاب أو القيء أو البراز لأي شخص مصاب بجرثومة المعدة.
  • اغسل يديك بالماء والصابون. وهذا مهم بشكل خاص بعد الذهاب إلى الحمام أو تغيير الحفاضات وقبل الطهي أو إعداد الطعام.
  • شرب الماء من مصادر آمنة فقط.
  • تجنب الاستحمام أو السباحة في المياه الملوثة.

المصادر

Helicobacter Pylori: Symptoms, Causes, and Treatment | Patient

Patient education: H. pylori infection (The Basics) – UpToDate

زر الذهاب إلى الأعلى